غربة الوطن وغربة الروح

كم هو أحساس مؤلم أن يشعر الإنسان بالغربة عن أهله ... عن وطنه ... عن مكانه الذي اعتاد عليه


فاللغربة أنواع كثيرة ولكن ....


هل جرّب الإنسان أن يشعر بالغربة عن عالمه ؟


أن يشعر أنه يحيا بعالم لايوجد له مكان فيه


ان يشعر كأن النقاء والطهر يحيا في زمن الرزيلة والفسق !!


في زمن غياب المبادئ والأخلاق والقيم


زمن انعدام الفضيلة والمثل العليا


حينما يشعر وكأنه بشري يحيا في عالم الشياطين وحده!!


الغربة عن العالم شعور قاسي ينفرد بهِ الإنسان دون مشاركة احد له حين يكون العالم غريب عن طباعه ... عن ماتعلمه .... عن ما حلم بهِ وتمناه


ماذا يفعل من حَلِمَ بحدائق الأخلاق تملأها زهور المبادئ وأشجار القيم والمثل العليا تتفرع عنها أوراق الطيبة وتفوح منها عطور الخير والأماني الطيبة تنتشر في أرجاء الحدائق فتملأ الدنيا بالخير ويعم الرخاء


فيطير محلقا في السماء يرتدي زيه الأبيض الشاهق البياض ويسعد بألوان الطبيعة بفعل انتشار المحبة


ويجد الجميع حوله يطير ويحلم ويسعد مثله ويعيش في هذا الكون في حدائق الخير


ثم يستيقظ على واقع مرير ليجد نفسه ساقطاً في بركة ماء ...
مستنقع يملأه الفساد وغياب المبادئ و الأخلاقيات


ليجد حوله الجميع يرتدون زيا أسود...
نظرة عيناهم الباردة تنم عن قلوبهم وضمائرهم الميتة


يأكلون لحوم بعض ... يتلذذون بعذاب بعضهم البعض ...
اتخذوا الفساد والظلم نهجا لحياتهم


فيجد نفسه لا يستطيع البقاء والإنتظار في هذا العالم ..
لايستطيع مجارتهم ومسايرتهم ...
لايستطيع ان يكون مثلهم


فيهرب بحلمه المفقود من واقع أليم


ويختبئ بنفسه عن هذا العالم


وينظر للسماء ويدقق النظر ويتأمل بشوق المجروح المعذب ويتمنى لو يصعد إلى السماء ليعيش حلمه المفقود في عالم الرذيلة والفساد


عالم اللامبدأ .......
عالم الأباطيل ......
عالم الفساد........
عالم الإستبداد........
عالم ضياع الحق وغياب النور


فَمن منا شَعربالغربة عن عالمه؟
وكيف تصور حاله وسط هذا العالم؟
وماهو الحل لمن يشعر بالغربة عن العالم؟
هل يتوافق مع مايرفضه في الواقع ويسايره ويناقض ذاته ويتغير ليقوم بعمل مايرفضه في هذا العالم حتى يتخلص من إحساسه بالغربة ؟
أم يرفض ويحاول تغيير الواقع لما يتوافق مع ما يتمناه خاصة ان الأمر فيه صعوبة كبيرة؟
ما الحل ساداتي؟